01 مارس، 2009

الخير والشر \الشيطان والآنسة بريم

لا أحد قادر على وضع العالم داخل مسار واضح, فمنحى الذات لعبة إستراتجية تقوم الذات بنقشها , فالغواية قدرية الأبعاد. في الشيطان والآنسة بريم يسرد باولو كوليو الصراع الطبيعي والأخلاقي والميتافيزيقي في سيبل السعي وراء الأجوبة. ليبحث هل الجريمة هي مقدمة لوعد الخلاص ؟وهل المأساة هي قدر أم خيار؟ ويصبو من خلالها لدعوة من التأمل " فليس من المهم أن يفضي بك الدرب إلى اليقين بل المهم أن تسلك الدرب". فهناك من وجد الحقيقة فقط ليخطط دائما في الظلمة , وعامل الزمن الذي لا ندركه أكثر من كاف لنعرف هل نقبل قدرنا أو نرفضه؟ فالأمل نور يعاند يعاند الخيبات , فكل من الخير والشر وجهان يلتقيان في الكائن البشري. كلنا تحتوينا تلكـ الأشكال الجرثومية , مولدة لا مبالية فما يجري في الواقع في حين يستفرد بنا العنف الجرثومي, فغريزة الانتقام تنكبت بصوب أنها اعتداء على الحياة ذاتها, بل الإنسان بحاجة إلى ما هو أسوء فيه ليبلغ أنبله. في حين ثمة من البشر يرون في الحياة مباراة عديمة النفع ولا وجود للخير وليست الفضيلة سوى وجه الرعب و"عندما يدرك ذلك يعلم أن الحياة هي الأكثر دعابة". تزداد شهوة الانتقام كلما زادت في قلوبنا غريزة الكراهية ويسيطر الحقد السري ,, بشهوة عذبة.. في نفس اللحظات لا نبصر العدو الحقيقي , وتتآكل الروح فتسعى النفس بإلقاء احباطاته على من حوله. ففي الأعماق جميع بني البشر يريدون أن يكونوا مثل الآخرين بمسار ما. وبما أن كل توقع يولد الرغبة في نفيه يبقى الخير والنور موجود . فكل منا يملك خير في سره, وقد يصبح الإنسان سوا ء ب أرادته أو بدون أرادة جزءا من لعبة شريرة , وقد يتمكن الإثم من الروح ولكنه لن يتمكن من الجسد لإدراكه أنه لا يقوى على اقترافه , ومثلما لشيطان استراتجياته , فللملائكة استراتجياتها وخططها , والروح وحدها تعمل على أخراج الشر مهما فسحت لإدخاله , ومها لعب الشر في لعبته التي تدعى "خوف " ولكي تسيطر على شخص أوهمه أنه خائف. وهناك من يبحث عن الألم في الأماكن التي يوجد فيها الفرح فالكثير منهم يشعرون أنهم غبر جديرين في السعادة. ومن يبحث عن أمله لمقابل ... فليعلم أنه يهدر وقته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق