23 يوليو، 2009

عن موت السياسة

السياسة ووجودها كطرف ثابت في الفكر , حتى إتحد المنحنيان وأصبح من الصعب التمايز بينهما, فالسياسة جزأ لا يتجزأ من الفكر .نقد السياسة, المنهج والسياسة , الرب والسياسة,الأحزاب والسياسة, حتى أصبحت طرف ثابت في المعادلة, يتغير بتغير أشكال الطرف الآخر, وصيغته الفكرية والكتابية, سواء بروابط متجاذبة, أو فعل فكر رافض لتاريخ السياسة , باسم الشعر, والأبداع ,أو ذات الفرد ,وباسم الف, وأحيانا للذة والتلذذ, فهي لهم وجه العملة الذي يحوي المعضلة الكبرى ليعلن بعضهم عن" موت السياسة".هذا ما كتبه عباس بيضون في صحيفة السفير بتاريخ 19-1-1979, فكرت مليا ما معنى موت السياسة, لكن كيف يقتل الصراع المولد للحياة؟؟, كيف يقتل الغد في القدم؟ و هل هي الرغبة الجامحة في موته؟؟!!, أم العودة للفكر الرافض لتاريخ,والعجز التام عن إدراكه , فهو طمس الصراع بين الطبقات ولم يعرض حل واضح لسياسة.هل التاريخ يمضي في خط ومرونة وفق معيار يتكرر ليس أكثر .؟ إن السياسة كلما تم تعميمها فتتت وقسمت , ولو أخذنا المقياس الواحد على الكتلة الواحدة فأفقهم المفتوح في هذه الحالة هو عبارة عن إنقسام عريض , وطائفي. "يقول حسين الدوار في صحيفة السفير في 24-8-1980قد ماتت السياسة مرتين , مرة من فوق ومرة من تحت, ماتت بتعميمها من قبل الدولة ,وهذا شرط لكبت الجماهير وطردها من السياسة, وجانب آخر في تعميمها من تحت , سقوط الدولة وهنا عودة لطائفية وفي هذه الحالة لا علاقة للجماهير في السياسة" ولكن هذا تحليل غير منطقي ,لأنه يستبدل التحليل الطبقي بمنطق فموت السياسة إحياء ضمني للطائفية. وطائفية لا تكبت بوجود دولة برجوازية, فلما تسقط ترجع إلى الوجود, وهذا ليس صحيح لأن الطائفية موجودة وقائمة بقوام الدولة. إن المجتمعات البشرية ما زالت مجتمعات طبقية, والسياسة تحكم العلاقات الاجتماعية, والصراع الطبقي قانون كوني في مختلف المجتمعات التاريخية ,حتى تتفكك وتداخل الطبقات.من الغريب أن تكون ضد السياسة في المطلق , سواء رجعية أو ثورية وضد الصراع من حولها بدون أي موقف.