28 مايو، 2009

الشرارةالآلهية/ساحرة بورتوبيللو

الشرارةالآلهية/ قراءة في "ساحرةبورتوبيللو" لباولو كوليو النفس البشرية في عادتها تبحث عن نور الهداية ,, وعن مرشدها الذي يقودها إلى النفاذ في الطبقات الروحانية ,حتى الوصول إلى اكتشاف الأصل و المنبع ,والتواصل معها , فهي تطلب إلى المزيد من النور, بطبعها ,وعفويتها . قدم باولو كوليو في روايته( ساحرة بورتوبيللو) نموذج لروح التي لا تستكين في البحث عن الله والتواصل معه. فمهما يحمل الإنسان من الإيمان, تستقر في قاعه بعض التطيرات القابلة للاستغلال من الآخر, وفي هذه الرواية يقدم كوليو نموذج للامتزاج التام مع طبيعة والحياة, حتى لو احتدم الاضطراب في الروح الواحدة, أو اختفت جميع الأمور المسببة لتعاستنا, فمهما امتزجنا في الواقع الحياتي, يبقى جزأ منا يهيم في الفضاء ,روح تراقص روح نعشقه,ا ونداري الحياة لننساها أو نتناسها. ومن يمتلك منا تلك الخاصية, يستطيع قيادة الآخر لعباب المجهول.!!, وإن الغائصين في البحر الروحاني لا يفكرون, بل يردون النتائج ببساطة مجردة, رغم توددهم الدائم للخطر , وتعلقهم غير المنطقي في الموت. في رحلة البحث عن المعلم الأفضل .قد نصتطدم ,ونخلط بين الطقس الديني والانتشاء ,بين ناقل الرمز والرمز ذاته, وإن لأكثر المثيرين لشفقة من يبحثون عن الرعاة بدل الحرية ل,أن الوصول لطاقة العليا منفتح للجميع الخلق,و ليس ممكن أن نجعل العالم يطفوا على السطح, لأنه ليس كل الناس مهيئين لتقبل قدراتهم,وماهيتها. قد تحوي بعض الأشخاص بعض التناقضات, والنماذج فقال كوليو "العالم المادي والروحاني وجهان لعملة واحدة, يمكن أن نرى الإلوهية بكل ذرة غبار. لكن ذلك لا يمنعنا من مسحها بأسفنجه مبللة, الإلوهية لا تختفي , بل تتحول إلى السطح النظيف" وقد تسيطر هذه الشخصيات على من حولها, بغير أدراك منها, فتكون طبيعية التعامل , ولكنهم يحسبون أنهم الأهم في حياتهم. الشرارة الإلهية موجودة فينا, قابعة في كل نفس, ولا تنطفئ أبدا, تنطلق مع ذبذبات الكون جميعا, فالله يسدد الخطوات دائما , أنها لحظات تكشف العالم أجمع.فالطريق موجودا دائما "ولتختر الطريق التي عبرها قلة". قد تكون الحياة مبررة, والذنوب مغتفرة ,فالحب القوة الكبرى لقوة لا تحولنا إلى الأبد ,ولكن الاستسلام الكامل للحب سواء كان بشري ,أو الهي, يعني أن نتخلى عن كل شيء عن حرية أحلامنا, وقدرتنا على اتخاذ قراراتنا. فان النفس في عشق دائم لتحكم في تفانيها , وحدها من تسمح إن تنجز, هي تلك النفوس القوية والتي تصبح شريان لروح الآلهة. قد نفتقد طعم الأشياء في بعض المراحل من حياتنا , برغم من تجلي الحياة في أمور ابسط من تلك التي نتوقعها. كالموسيقى, والرقص ,اللذان جعلا من" أثينا " بطلة القصة تصل إلى أعلى الدرجات من التواصل, و الاختراق للعوالم الروحانية, فالموسيقى هي سر خفي يجعلك مدرك لنوعية الإنسان وماهيته. هي تلك الطريق الآخر لمن يتعذب بصمت مطبق,وفد تقود إلى البكاء تلك الأجراس من الموسيقى .عندما تعتق النفس و تعتق البشرية جميعا ,العلاج في القوى الخاطفة, ورغم كل ذلك. إن لأجمل اللحظات هي تلك التي نتواصل فيها مع أنفسنا, نتعرف على الواقع , على سلسة من المنبهات الكهربائية التي تصل الدماغ. أن الله ليقابلنا من خلال بحثنا في التفاصيل القديمة , من خلال شروعنا في البحث عن المعنى الكامل لكل كلمة, فروح الله تتجلى في أعملنا , كعمل الخطاط المتقن برسمه , فليس كل من عتقته نفسه من جسده, سعيد. فبعضنا يهوي إلى الحضيض ,وبعضنا يمنح روحه لغيره, ويقودها للهلاك. وهنا تتجلى أهمية مبدأ الأيمان, وهو وكما أشار الكاتب"ليس رغبة بل أرادة". وعند اتصال اللاوعي بروح , قد تنبثق قيم جديدة, وتمسي النفس لا بتسعها الجسد ولا حتى الظل, فتعيش في بين الآدميين والآلهة .ولا تنصف أي منهما. أنها الشعور الغير قابل لتوبة ,انه الطعم المختلف للحياة, هو الطعم الآخر لكسر الإيقاع والنشوز عنه, والرقص بما لا يناسبه... حتى يتجلى بك الكون. وتسيطر عليه بغير رغبة, أو أرادة مفتعلة, عندها ينبعث الشخص من رماده ويولد من عدمه ليكون هو من جديد.

21 مايو، 2009

حُزيران

بضعُ أَيامٍ لِلإبادةَ
بِضعُ أيامٍ وَتُباشرَ سِياطه
حُزيرانُ على أَبْوابَ مَدينتنا
يَحملُ عَقلهُ وَقلبهُ في نِصفَينْ
حُزيرانَ يَعرِفنُيي
َعرفُ كلَ الأرواحْبِ
ضبابِ الغدِ يُضَلِلها
وَفي الأزلِ رَاقَصَها .
يمسكُ يَدها ويُحادِثُه
احُزيرانُ جاءَالبيتَ العَتيق
يرقصُ في ضوءٍ ها
دٍفي يَديهِ شالٌ من الطهرِ راقَصَني
يَرسمُ خطاً وَيَحرِرُها
حُزيرانُ اليومَ يَتَكِأ ُعَلى ساعِدَه يُشاهِدُني
أَراني ذاكَ ذوُ القُبعةِ الخَلْفية
وبِيَداهُ عَصامُوسى السحرية
على رمالِ ا لصَحراءِ رَسَمَني
على كفافِ الجَحيم عَلَقَني
لِأبْتَسِمَ فوقَ جَمرِه
وَأَقْولَ ماتَيَسَر َمِنْ سورَةَ وَجْهَه
في اليسارِالجَنوبي وَاعَدَنِي
يَدْليْ بِحِبالهِا المَرخِية
لِيَبْنينيْ النصَ ولِيَهْدِمَني
لِيَرسُمَني وَيَحَطًمَني
لِيَكْتُبَني وَيُحاصِرَني
بثِمَالةَ الكَلماتِ يُشعِرُني
بِنُفوذَ التَعاوِيذَ يُسحِرُنِي
فِي أَوانيَ الجُنونِ يَسكُبُني
فِي كُلِ العَقائِدِ يُكَذِبَني
بِعِبادَةِ كُلِ الأحْلامِ يوهِمَني
بِكُلِ فِراشٍ بَاغِيةً طائِفةَ
بِكلِ مَنفى مُبْعَدَة
مَجْنونَةَبِحنكَةِ العاقِلين
بِبَراثِنَ كلَ المُتَكَلِمين
مراهِقَة بِنَزَواتِ كُلَ النَاضِجين
حُزَيرَانُ جاءَ لِيأسِرَني
حُزَيرَان ُجَاءَ لِيَعتَقَني
حُزَيرَانُ أَتَى
فَما ذَنبِي؟!!!

12 مايو، 2009

ثنايا فراغ نافذتك صغيرة ومقفرة..وسط أغصانك المتمالية.. هناك طفل بلا يدين,ليس عظيماً جداً يرى مثل الصاعقة ..خرج الملكي من لعبة التنس يضرب البرق في قبضتيه ويلتقط أنفاسه ..ولا يمتلك أفكار أفكاره ,, لم يعرف هل يشتاق وطنه؟ أو لذة إمرأة .؟؟ لم تكن الأشباح تخلو من مدينتنا بنبح الكلاب,أنواصل عذر ينافي ربط الأحزمة.لن نتفرسه بشيء من ذواتنا.ليبكي الطفل أو ليسكت؟ أحضر الصغير. ما زال الولد بعهدتنا وأن طال شفق الفجر, ففي مهب المشاكسة القادمة,سيهرب مني الجميع,سأتحول إلى ريح مقدرة بين الأعمدة الحمراء. الطفل ينمو بأوتاد قلبه الملتهبة, وقلبه يتلوى بشطآن حيفا ,ربما حمل الوزر الأسود, الذي كتبناه وهربنا. وليس الفار كمن حضر,ومازال في الجنة متسع لقوبنا. أخبرني.. أنه على عجلة من قلبه.. وكان يهددني كلما صنعت من وقتي طائرة ورقية و يقول:سأخبر أمك أنك تعبثي بالوقت وتطيرينه!! وكيف أخبره أن الوقت ألتهمني؟ كيف ؟ وأنا في جوفه حيث الفراغ يسبقني. عرفته في طريقي على الشيطان الذي يمسك بخاصرتي. ويلوك ضحكتي في الصباح والمساء. فهمها مما أثار النور في عيناي في هدنة مؤقتة تلائم من يغريه الصباح باستيقاظ. لم تلثمني أي من بصمات الغرباء, ولم أقايضه بأي من الأجور التي زرعت في الشفاه. فإني خلفية اللون واالفراغ. وعلمته كيف يحمل بين يديه منشار ليعقد القبلات في المجان.!!!. وقتلت الطين في داخله, حتى لا ينتابه ذلك الشعور كلما استند إلى الجدار الذي استند عليه ويراوغه طينه ويقول : أتعبتني!! يكفيه طين روحه المتناثرة حولي. إن الصمت لا يشبه الطريق , ولا الطريق تشبه الصمت.. غير أنني كلما خطر ببالي سؤال من أدخل صوتي بداخلي.قلت:ليس كل صوت ملك للشياطين!! لنسير في الفراغ .. مجرد فراغ يمنحني أمل لحلمي الجديد,, فراغ يحاذيه فراغ.. إنني فراغ.. بلا أي شيء, من الذي يفصلني عني؟ .. لا شيء .. من الذي أطلق هذه التسمية الذكية : " لا شيء" ....أفتش عن حروف حيفا , والباذن, وبيروت في جوفي, أفتش عن الذين زحزحو العظمة من مكانها... قيل ذات مرة أن أمي دسست لداخلي أغصان ليتكون جسدي.كل صباح أتفقد جسدي وأتساءل متى ستتحول لعظام. ؟هل ستبكيني تلك الطيور ؟ أم ستبكي أعشاشها؟,ما الذي يخيفني من أن جسدي بلا عظام...?? لا شك أن هناك أمر ما يجعل هذه المسألة مقلقة بالنسبة لي !!يصعب عليّ أحيانا عندما ترى غصنا يئن من العزلة ،أو ترى غصنا يتقاسم الفوضى مع أصوات المارة في فراغي أو يخبئ كذبات الأطفال غير المدبرة في جوفه دع الأغصان وشأنها..يخيفني أن أراه يتلوى على الرصيف ، أو يتمال والأرواح تصفع رياح قلبه