30 نوفمبر، 2009

دروب متأخرة

عندما أنبش رحم الوجع, وأستعدي آلهة عذابي ,أدرك لما كانت تخمر , أوليس لتستفرغ ذاكرتها بروائحها النتنة , لتخمر ولأشاركهاالكأس, لأتمرغ بها مرار فأنا هي .من عليها استفراغ الزمان أجمع , قرع طبول ,وسفك دماء ,عقد من الوبأ,عندما يستدعيني أبي من العراق, أعلم كم من السخف أحمل !!, وكم بعدمية الصفات أتهاون لأمنح الأبوة لأثنين . قتلتني الصدف, وأزهقت أنفسي نفساً نفس, لأعود وألملمها, وأزرعها بعيدا عن ملاقي الزمن , فأنا هنا, أبي فلسطيني ,وأيضاً عراقي وأمي فلسطنية وربما أردنية . وليدة رام الله, وطفلة نابلس, وصبا الباذان فرنسا لأنها طريقي الوحيد للبنان, رهنت عمري لمجدل لأرتد لحيفا , وتعثرت في أربد لأقول أريد أن ـبقى هناوسأحلم.صليبة الوطن,معدومة الجبين , تبحث عن عمر انتهى, ليقول كانت لي ابنة!!. شهران فقط وأعلن له خيبتي, كيف سأقدم له الكأس فارغ من ما منح . كيف أرفع وجهي في وجه من أغدق,؟ كيف أسقط السماء أمامه؟ كيف أبرر ولوجي أبواب الأرض وكيف غرتني؟؟. ذات مرة, سألت صديقي من أي رحم ولد البحر ؟ فأجاب:" البحر لا يلد ولا يولد" أستلذ في معارف أصل الأشياء التي تحيى بنا , فما كان مني إلا أن أسئله عن ذاك العشق, ليقول لي: ذاك ما لا ينفى ويمكن أن يستحدث . تتثاقل الأمور لتحط في شباك الأمنيات, الكلمات لا تنتهي , وأعلم أن غدي تأخر على حاجز الذي أقفل باكرا من عمري, والحياة يا أبي بليدة كنهر ضاق في ماءه , وأنا متأخرة , تأخرت متلاهية بريشة كلمة, تقذف في إلى الهاوية, ما زال يغرني التفاح الأخضر ,و ما زلت أعجب بكل ما هو غير ناضج, وكأني أريد أن أكون السبيل لنضجه. ما زلت متأخرة, وفجأة صحوت لأجد نفسي فتاة مكتملة , فتاة كانت في الأمس لا تعرف إلا كيف تلعب بدميتها!, كانت تحدق في وجه أمها, وهي تحيك لها كنزه من ألوان الطيف, وها أنا كبرت ,وأتلصص على المرآة لأكتشف ذلك, والآن الكل يعاملني كمختلفة , كراشدة, عاقلة , يستهجنون وجودي في ملاعب الأطفال وبينهم, أتجاهل عيونهم وملاحقتها لعمري. لكن الريح علمتني ورسمت لي على الرمال الهلال والصليب, علمتني كيف أحترم من يهتف باسم الرب مهما كان, لا أريد عطب عقلي , أو شيء من أعضائي ,ما زلت اسلم أمري للفراشة ,لتنهج لي وهج الطريق,إني يا أبي أمشي بلا كلمة بلا قصيدة, بلا طريق. في الأمس صليت للجميع, لعلها ترجع الرصاصة, أو أكف عن النشيد , لكن شيئا لم يحدث يا أبي , والقاتل قوي لا يعتذر , أجبني هل هذا تقصير مني أو ذنبي؟ في الصغر يا والدي علمتني كيف أستقبل الحب , زرعت في حب الرقص , لكن لم تعلمني كيف أودع الجنازة أو أستقبلها؟؟,أبي أعذرني فكان علي أن أقذف كل شيء , الأيام ,الناس , القلق الجنود على الحاجز , الشرطة التي فتشت الحقائب على مشارف نابلس كل شيء ,لألتقط روحي العذراء من أوهامهم, لم أخبرك أني استبدلتها في رمادية !!فسامحني لأني أخشى من دمعة تبلل وجهك , أدرك عقلك في أي دوامة يفكر لا يا والدي ليست" فوضى حواس" إنها أعقد من ذلك , قد يأتي الصباح وأنا على الشرفة أترقب الشمس من خلف الجبل وبقيت ووتدك يا والدي أتعلم, لم ؟؟لأنه لي ولهم ,لشارع القريب ,والبعيد .للهالكين.والسعيدين !! .